يعرض بوب وودوارد Woodward في كتابه الجديد الحرب War تفاصيل مثيرة وواقعية حول ثلاثة صراعات رئيسية: الصراع في أوكرانيا، والوضع المضطرب في الشرق الأوسط، والمعركة السياسية داخل الولايات المتحدة.
يمزج الكتاب بين السياسة الخارجية والتوجهات الداخلية للإدارة الأمريكية، ويكشف كيف يتعامل الرئيس جو بايدن مع الأزمة في أوكرانيا، والضغوط المتزايدة في الشرق الأوسط والفضائح المدوية لحكام العرب، في محاولة للحفاظ على الاستقرار وتجنب انزلاق العالم إلى حرب شاملة.
الكاتب بوب وودوارد وأهميته في الصحافة الأمريكية
يُعَدّ الكاتب والصحفي الأمريكي بوب وودوارد أحد أبرز الصحفيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة، إذ ارتبط اسمه بأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، وهي فضيحة “ووترغيت” التي أطاحت بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. عبر تحقيقاته، كشف وودوارد عن تفاصيل دقيقة حول التجسس السياسي، ما أدى إلى استقالة نيكسون وتغيير مسار الصحافة الأمريكية. واليوم، يُعرف وودوارد بمصداقيته وبراعته في تقديم الحقائق والحوارات الدقيقة من داخل قاعات السياسة.
اللقاءات الدبلوماسية والتفاوضات الحاسمة في الشرق الأوسط
في أحد الفصول المثيرة في كتاب الحرب WAR، ,والذي يهم القارئ العربي والمسلم يتناول وودوارد Woodward حوارات وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن مع القادة العرب، حيث يسعى للحصول على دعمهم في مواجهة التوترات المتصاعدة مع إسرائيل وحماس.
في صباح يوم 13 أكتوبر، التقى بلينكن بالملك عبد الله الثاني في الأردن، وناقشا الدور الذي يجب أن تلعبه الأردن في تهدئة الأوضاع. قال الملك عبد الله البالغ من العمر 61 عامًا، صعد إلى العرش في عام 1999 وأغلق وجود حماس في الأردن – طرد مسؤولي حماس إلى قطر وأغلق مكاتبهم في عمان. قال الملك عبد الله : “أخبرنا إسرائيل بعدم القيام بذلك. أخبرناهم بعدم الاقتراب من حماس، حماس هي جماعة الإخوان المسلمين.
أضاف الملك “يجب هزيمة حماس. لن نقول ذلك علنا، لكننا ندعم هزيمة حماس ويجب على إسرائيل أن تهزم حماس.”
ثم توجه بلينكن إلى قطر للقاء الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قال الأمير لبلينكن: “أوضحنا لحماس أن لا أحد يقبل ذلك. لا أحد يقبل ما فعلوه. لم يعد لديكم أصدقاء. ماذا تتوقعون أن نقول للأمريكيين والإسرائيليين؟ إنه لم يكن واضحًا ما إذا كان قادة حماس في الدوحة يعرفون مسبقًا عن هجمات 7 أكتوبر.”
تابع الأمير “من الممكن أن يكون السنوار قد فعل ذلك بمفرده، لكن من الممكن أيضا أنهم يعرفون ولا يريدون إخبار أحد.”.
قال بلينكن للأمير: “هناك أمران باسم الرئيس : الآن أنتم تتعاملون مع حماس بخصوص الأسرى. نحن نقدّر أهمية وجود قناة للتفاوض على إطلاق سراح الأسرى” وأضاف: “ولكن عندما ينتهي هذا، لا يمكن أن يستمر الوضع كالمعتاد مع حماس. هذا غير مقبول.”
رد الأمير: “أفهم ولن يحدث ذلك. لا أحتاج إلى حماس بعد الآن. لا أريد عقبات مع أمريكا. سنبقي القناة مفتوحة الآن لأنكم تجدونها مفيدة. علاقتنا مع أمريكا مهمة جدا.”
استجابة السعودية والإمارات للوضع في غزة
في طريقه إلى السعودية استقبله ملك البحرين وطلب منه بشكل رسمي سرعة القضاء على المقاومة في غزة وأبدى تضامنه الكامل مع الصهاينة وتعاطفه معهم وكذلك استعداده للمساعدة في القضاء على المقاومة.
في يوم 14 أكتوبر التقى بلينكن بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن آل فرحان وقال له : “كان يجب على بيبي أن يعرف أفضل من ذلك. لقد أخبره الجميع بعدم التعامل مع حماس. نحن أخبرناه. كان يجب أن يعرف أفضل من ذلك على أي حال. لكننا بالتأكيد أخبرناه بعدم القيام بذلك. أضاف الأمير “حماس هي جماعة الإخوان المسلمين” .
بعد ذلك، طار بلينكن إلى الإمارات العربية المتحدة للقاء MBZ ، قال محمد بن زايد: “يجب القضاء على حماس. يمكننا أن نعطي إسرائيل المجال لتدمير حماس، لكن يجب على إسرائيل أن تعطينا مساحة. دعوا المساعدات الإنسانية تدخل. أنشئوا مناطق آمنة للتأكد من أنهم لا يقتلون المدنيين سيطروا على عنف المستوطنين في الضفة الغربية.”.
أضاف محمد بن زايد “أن إسرائيل كانت تقدم دعما ماليا لحماس بشكل غير مباشر. حذرنا إسرائيل من عدم التعامل مع حماس. إنهم جماعة الإخوان المسلمين.”
عاد بلينكن إلى السعودية والتقى بمحمد بن سلمان MBS وقال له: “أريد فقط أن تختفي المشاكل التي أوجدها السابع من أكتوبر، أود العودة إلى تلك الرؤية لكن غزة يجب أن تهدأ. التطبيع لم يمت. لا يمكننا بالطبع السعي إليه الآن هم على وشك شن حرب. لكنني أحب أن أعود إلى هناك في وقت ما.”
قبل عودته إلى إسرائيل، قام بلينكن بجولة في القاهرة للقاء الرئيس المصري السيسي. طرد السيسي فريق بلينكن ليبقى وحده مع الوزير. كان للسيسي هدف واحد الحفاظ على اتفاقيات كامب ديفيد .
فريق بلينكن، الذي شمل نائب رئيس الأركان توم سوليفان، والمستشار ديريك شولیت، والمتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، ذهب للقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل بخلاف السيسي نفسه كان كامل هو الشخص الأكثر نفوذا في مصر، حيث يدير نصف البلاد فعليا لصالح السيسي. قدم كامل للأمريكيين تقييمات حول مدى عمق واتساع أنفاق حماس تحت غزة. وقال إن حماس متجذرة في غزة، وأن القضاء عليهم سيكون صعبا للغاية.
قال كامل: “يجب ألا تدخل إسرائيل مرة واحدة. انتظروا حتى يظهروا ثم اقطعوا رؤوسهم.”.
مفاوضات معقدة وتحديات استراتيجية أمام الإدارة الأمريكية
تعكس جولة بلينكن في الشرق الأوسط تحديات متعددة تواجهها الولايات المتحدة في سعيها للحفاظ على تحالفاتها الإقليمية، وإيجاد حلول دبلوماسية للأزمات المتصاعدة. يدرك وودوارد أن هذه المهمة ليست سهلة، خاصةً مع تعدد الأطراف وتباين مواقفها، ولكن يستمر بلينكن في السعي لتحقيق الاستقرار بقدر المستطاع، مع الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
خاتمة الكتاب وأبرز الدروس المستفادة من كتاب الحرب
من الملاحظ أن الكاتب يميل إلى تبني الرواية الصهيونية ، مما قد يعطي انطباعًا بأن الكتاب يحمل توجهًا أو انحيازًا معينًا في تغطيته للصراع في الشرق الأوسط أو لقضايا تخص فلسطين.
وقد صدق يحيى السنوار رئيس حركة حماس حين قال أن مدينة غزة ستفضح كل المطبعين، وقد أثبت كتاب الحرب صحة كلامه في التصريحات المخزية من بعض حكام الدول العربية والنفاق الذي يخفونه في تصريحاتهم العلانية.
الأسئلة الشائعة
1. ما هو الهدف الرئيسي من كتاب “الحرب”؟
يهدف الكتاب إلى تقديم نظرة شاملة على الصراعات العالمية الكبرى من خلال رؤية استراتيجية الإدارة الأمريكية، مع التركيز على الشرق الأوسط وأوروبا.
2. كيف يعالج الكتاب العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط؟
يقدم الكتاب تفاصيل دقيقة حول اللقاءات والمفاوضات التي جرت بين بلينكن وقادة دول الشرق الأوسط، مع تسليط الضوء على مواقف هذه الدول من حماس والتوترات مع إسرائيل.
3. ما دور السيسي وعباس كامل في تحليلات وودوارد للأزمة؟
يشير الكتاب إلى دعم السيسي للصهاينة بشكل مطلق من خلال غلق معبر رفح وأن عباس كامل أطلع الأمريكان على معلومات إستخبارتية تضر بالمقاومة وكذلك خطته لدخول الصهاينة في غزة وعبارته “قطع الرؤوس”
4. كيف تتناول السعودية والإمارات دورهما في الأزمة؟
تعكس مواقف السعودية والإمارات توجهًا واضحًا لدعم الصهاينة، مع مطالبات بضرورة إنهاء حماس والمقاومة مع الحفاظ على صورة وجوههم بإدخال المساعدات الإنسانية.
5. هل يعتبر الكتاب نقدًا للإدارة الأمريكية؟
رغم تحيزيه للرواية الصهيونية فهو يقدم رؤية واقعية ، ويعرض التحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية دون إلقاء اللوم، مشيرًا إلى صعوبة التوفيق بين السياسة والدبلوماسية في منطقة معقدة مثل الشرق الأوسط.
