إسلاميةالتربيةتاريخ

معيد النعم ومبيد النقم للسبكي PDF

كتابنا كتاب غريب وقديم إسمه معيد النعم ومبيد النقم لقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن علي السبكي وهو من كبار أئمه القرن التاسع الهجري، ويعتبر من كبار المؤلفين في المذهب الشافعي ومن كبار علمائه.
الكتاب له قصه جميلة تتلخص أن رجلا جاء إلى قاضي القضاة السبكي يساله فيقول: هل من طريقة لمن سُلب نعمة دينية او دنيوية إذا سلكها عادت إليه تلك النعمة ورجعت إليه. فمثلا انه كان من المحافظين الصلوات الخمس في المسجد ثم سلبت هذه النعمه منه فاصبح لا يحافظ عليها أو أنه عياذا بالله ترك الصلاة فزالت عنه تلك النعمه الدينية أو نعمة دنيوية كنت مثلا رئيس او مدير أو أي منصب دنيوي ثم بعد ذلك زال هذا المنصب فالسؤال هل من سبيل لعودة هذه النعمة مرة اخرى إليها وما هي الاساليب التي أقوم بها لعودة هذه النعمة، الجواب الذي قدمه القاضي هو أن هناك ثلاث أمور ينبغي ان نعلمها حتى نرد اي نعمة زالت عنا فهو يقول يجب ان يعرف الانسان من اين اتت هذه المصيبة؟ و يعرف السبب ربما قد صاحب انسان سيء أو إختلط ماله بالحرام وكذلك يجب ان يتوب لانه يعرف أن الذي أزال عنه تلك النعمة هو الله سبحانه وتعالى فهو المعطي والاخذ لتلك النعم، فهذه هي الامور الثلاثة التي يجب يعرف، من اين أصيب وسبب الاصابة ثم يتوب الى الله سبحانه وتعالى ويساله ان يعيد تلك النعمة التي فقد وعسى ان تعود إليه مرة اخرى .
المؤلف رحمه الله إتبع طريقة فريدة حيث انه ذكر النعم الدينيه والدنيويه وذكر حوالي 113 وظيفة أو منصب في ذلك الزمان وهي فرصه لمعرفه انواع الحرف او الوظائف في ذلك العصر، فالكتاب عباره عن موسوعه إجتماعية في القرن 9 هجري وفي مصر بالتحديد، من يقرأ هذا الكتاب يتعلم أشياء جديدة والوظائف التي كانت في ذلك الزمان ومتوفرة في ذلك القرن.
ذكر المؤلف رحمه الله منصب الخليفة اكبر منصب في ذلك الزمان وكيف انعم الله عليه بحكم دولة الاسلام فماذا يفعل للحفاظ عليها، فيقول قاضي القضاه السبكي عليه رحمه الله : اذا ولاك الله تعالى أمرا على الخلق فعليك البحث عن الرعية – بمعنى ان تبحث عن مشاكل الناس وتبحث عن حلول لهم- والعدل بينهم في القضية والحكم فيهم بالسوية ومجانبة الهوى وعدم سماع بعضهم في بعض إلا ان يأتي بحجه مبينة وعدم الركون الى الاسبق فان وجدت نفسك تصغي إلى الاسبق وتميل إلى صدقه فاعلم انك ظالم للخلق. وهذا من اسباب زوال النعم ونذكر مثال اخر من الوظائف العجيبة والغريبة في ذلك العصر الكلابزي وهو الذي يهتم بتربية كلاب الصيد ويذكر السبكي ان هذه نعمة لابد من مراعاتها كتربية الكلاب تربية جيدة تنظيفهم وغيرها. وذكر رحمه الله وظيفه حارس الدم أو الناطور هذه وظيفة وهي نعمة لابد ان يُسهر عينه إذا نام الناس ينبه النوام اذا حدث حريق وان يحفظ عوراتهم.
وفي مثال اخر ووظيفه ثالثة الاسكافي الذي يصلح الاحذيه يقول السبكي ألا يخرز بنجس يعني ان لا يستخدم جلود هي محرمة عندنا مثل جلد الخنزير ولا يستخدم شعر الخنزير في الغرز فان الصلاة في النعلين جائزة ولذلك يجب ان تكون هذه النعال طاهرة وقال السبكي أن اغلب أوقات النبي صلى الله عليه وسلم يصلي حافيا.
فكل وظيفه فهي من نعم الله على الانسان فإن أنا كنت أمينا حريصا على خدمة الناس فإن الله سبحانه وتعالى سيديم عليك هذه النعمة وان كذبت وخنت وغشت فان الله سبحانه وتعالى سيزيل عني هذه النعمة، وهذه فعلا قضيه مهمة لكل انسان، الله سبحانه وتعالى أنعم عليه براتب انعم عليه بصحة انعم عليه بالعافيه انعم عليه بنعمه البصر بنعمه اللسان بنعمه السمع ان يحافظ على هذه النعم من ان تزول بان يرتكب ما نهى الله سبحانه وتعالى .
الكتاب جميل وشيق أتمنى ان تقرؤه فهو كتاب غريب وعجيب بتامل وتستمتعون به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق