Uncategorized

رواية الشوك والقرنفل ليحيى السنوار

تعتبر رواية الشوك والقرنفل رسالة إلى جماهير الأمة الإسلامية والعربية توضح بشكل عامة كل ما يعانيه الشعب العربي الاسلامي في تلك الأرض المقدسة، ولا يمكن أن نعتبرها عمل أدبي فكل الروايات تقريبا تعتمد على خيال المؤلف لكن رواية الشوك والقرنفل أشبه برواية الأحاديث، لا يغرق الكاتب في تعقيد الحبكة أو السرد والأحداث؛ لأن الهدف هو وضوح الرسالة، والرواية هي القضية والرسالة.

رواية الشوك والقرنفل معادن الرجال

تدور أحداث رواية الشوك والقرنفل في مخيم شاطئ بغزة، بعد عام 1967، حيث تعيش عائلة يعاني أفرادها من تساقط مياه الأمطار من سقف المنزل عليهم في فصل الشتاء، يقدم لنا الراوي، وهو الابن الأصغر أحمد، لمحة عن حياة هذه العائلة، مركزًا على الأخوين الأكبر محمود والابن الأصغر أحمد.

يسافر محمود للدراسة في مصر ويعود مهندسًا، لينضمّ إلى حركة فتح. يُسجن محمود ويعذب بسبب نشاطه السياسي، لكنه يقود إضرابًا ناجحًا في السجن يحصل من خلاله على بعض حقوق المساجين. ينال محمود بعد خروجه من السجن احترامًا كبيرًا كرمز نضالي محبوب في العائلة، لكنه يظلّ متمسكًا بشدة برؤية حركة فتح للحل، خاصة الحلول التي برزت في تلك الفترة التي شهدت اتفاق أوسلو.

رواية الشوك والقرنفل
صفحة من الرواية

يتأرجح أحمد بين أفكار أخيه محمود المُتشبّع برؤية حركة فتح، وبين أفكار الحركة الإسلامية التي يحملها ابن عمه إبراهيم. ينجذب أحمد في النهاية إلى أفكار ابن عمه، وينضمّ إلى حركة ح م ا س.

يُقدّم لنا إبراهيم، البطل الآخر للقصة، صورة المناضل المخلص لقضيته. فهو قيادي طلابي نشط يحمل أفكار الحركة الإسلامية، ويعرض رؤيتها على مدار الرواية بفعله وقوله.

يقرّر إبراهيم الانضمام إلى المقاومة، ويختار العمل في البناء كمهنة لكسب الرزق. تُجسد مهنة إبراهيم رمزية واضحة، فهو رجل يختار البناء، ولا يتعارض ذلك مع قيامه بأعمال المقاومة، بل يدعمها. يظلّ إبراهيم صادقًا ومؤثرًا وملهمًا على طول العمل، ويرفض مغادرة غزة رغم العروض والإغراءات؛ إيمانًا منه بقضية وطنه.

كانت قوات الاحتلال قد واجهت مقاومة عنيفة في إحدى المناطق فانسحبت وبعد وقت قليل أطلت مجموعة من الدبابات وسيارات الجيب العسكري ترفرف عليها الأعلام المصرية فاستبشر المقاومون خيراً بقدوم العون والسند فخرجوا من مكانهم وخنادقهم يطلقون النار في الهواء احتفالا بالمقاومين» وتجمعوا للاستقبال» وحين اقترب الركب فتحت منه نيران كثيفة على المقاومين أردتهم قتلى ثم رفع العلم الإسرائيلي على تلك الدبابات والآليات بدل من الأعلام المصرية.

تُجسّد الأم الفلسطينية دورًا محوريًا في العائلة. فهي تهتمّ بتربية أبنائها وتدفعهم لتحقيق النجاح، وتصرّ على اختيار زوجات أبنائها اللاتي سيصبحن جزءًا من أسرتها الممتدة. تطلب الأم من زوجات أبنائها الزواج في غرفة واحدة من غرف المنزل، وتقاسم أعباء الحياة مع بقية أفراد الأسرة.

القارئ لهذه الرواية لن يجد صعوبة في تفسير رموزها، حيث تُعتبر الأسرة هي الوطن، وأبناؤها هم أبناء الوطن، واتجاهاتهم الفكرية تُمثّل ما يدور في الساحة الفلسطينية من آراء واجتهادات، والهدف النهائي هو هدف واحد. يستخدم الكاتب روايته، من خلال شخصيتي أحمد (الراوي) وإبراهيم (القائد الحمساوي المناضل)، ليوضح رؤيته الشخصية للواقع وطبيعة المعركة والحلول. يتمثل دورهما في إثارة حالة من النقاش السياسي والفكري مع التيارات الأخرى في المجتمع الفلسطيني، حيث يسعى الكاتب لشرح وتوضيح فكرة معينة ودعمها بالحجج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق