ملخص كتاب نظام التفاهة PDF
في كتابه “نظام التفاهة”، يشن الفيلسوف الكندي آلان دونو هجوما لاذعا على النزعة الرأسمالية الاستهلاكية التي تخنق المجتمعات وت حول البشر إلى مجرد آلات تخدم طبقة من النخبة يصفهم بـ “التافهين”.
تسيطر هذه الطبقة على دفة السوق وتتغلغل في مختلف مناحي الحياة، من التعليم والترفيه إلى الثقافة والفنون. يكشف الكتاب عن زيف هذه الطبقة التي تسعى لتحقيق هيمنة متسارعة وامتيازات متزايدة دون أن تمتلك أي قيمة إنسانية أو فكرية أو كفاءة تبرر موقعها، سوى امتلاكها المال أو السلطة أو كليهما معا.
“العارفون لا يطلبون الدعم من غير العارفين؛ كل ما يحتاجون إليه منهم هو أن يكفوهم عبء إرباك المشهد بتدخلاتهم غير المستنيرة، حتى وإن كانوا حسني النية. فالطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الطيبة.”
نظام التفاهة اقتباسات
تفكيك أوهام “نظام التفاهة”
يخصص آلان دونو فصلا كاملا لكشف المستور الذي يحيط بالجامعات، التي يرى أنها تحولت في عصرنا الحالي إلى مجرد علامات تجارية تسعى الشركات لشراء شهادات منها لتعزيز ثقة العملاء بمشاريعها. وبدلا من أن تكون منارات للعلم والمعرفة، أصبحت الجامعات، وفقا لدونو، أدوات لترويض “طبقة الأميين” لصالح الرأسمالية.
“بعيدا عن الإعلام الجمعي، فإن التلفاز، على خلاف ذلك، هو قوة لنزع الصفة الجمعية: إنه يفصل الأفراد الذين يشكلون الجماعة ويعزلهم عن بعضهم، فيما هو يقدم لهم الشيء ذاته بالتزامن (في الوقت ذاته) وبالتشابه (المحتوى ذاته). نحن نتعايش اجتماعيا من خلال التشارك في واقع لا نستهلكه إلا في العزلة.
وهكذا ينتج التلفاز كائنا اجتماعيا جديدا، هو “السلطعون الناسك الجمعي”: يجلسون، الملايين منهم في الآن ذاته، منفصلين، ومع ذلك متماثلين، منغلقين في أقفاصهم كما السلطعونات الناسكة، لا رغبة في الفرار من العالم، بل من أجل التأكد تماما من ألا يفوتهم – أبدا، أبدا – أي فتات من أي صورة تظهر لهم على الشاشة”. وهكذا، يكون الواقع متأنقا، مقتطعا من سياقه، مؤطرأ، ومعدا كما ينبغي، فيوصله التلفاز إلى بيوتنا مثل سلعة، حتى لا نكون بحاجة إلى معايشته أو القيام به. ”
نظام التفاهة اقتباسات
يكشف دونو كذلك عن معاناة أساتذة الجامعات أنفسهم من عجز كلي أو جزئي بسبب اعتمادهم المفرط على التكنولوجيا، مما أفقدتهم القدرة على التفاعل الحر وتسبب في تراجع مستوى تفكيرهم النقدي.
امتيازات التفاهة
لا يقتصر “نظام التفاهة” على مجال التعليم بل يتغلغل في الحياة الثقافية أيضا. يسلط الكتاب الضوء على هيمنة “رأس المال الثقافي” على الفنون والإبداع، حيث يتم الترويج لـ”الفن التخريبي” المدعوم الذي يتسم بالتفاهة والابتذال بدلا من دعم الفن الهادف الذي يثرينا فكريا.
“الفوز في اللعبة [نظام التفاهة] لا يتطلّب سوى التظاهر بالعمل، تكفي النتيجة الظاهريّة، مجرّد الإمكانيّة لتبرير الوقت المنقضي، أمّا التحقّق من النتائج وتقييمها فهو يتمّ من قبل أشخاص متورّطين في هذا التظاهر، مرتبطين به، وذوي مصلحة في استمراره”
نظام التفاهة اقتباسات
كما ينتقد دونو الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت بمثابة منصات تمنح الشهرة والنفوذ للمشاهير التافهين بغض النظر عن محتوى ما يقدمونه. ويحذر من تحول هؤلاء المشاهير إلى قدوات يقلدهم المجتمع، ويؤثرون على ذوقه ووعيه.
ثورة ضد التفاهة
يختتم الكتاب بدعوة قوية إلى ثورة جماعية لإنهاء “نظام التفاهة”. يشدد دونو على ضرورة إيجاد قطيعة مع هذا النظام الفاسد وتقويض أسس مؤسساته التي لا تخدم الصالح العام. يحذر الكتاب من هيمنة الشركات العالمية التي تستنزف موارد الدول النامية، ويوضح كيف تتحول مصطلحات براقة مثل “الحوكمة” و “الحوسبة” و “حاجة سوق العمل” إلى مجرد غطاء يخفي وراءه جشع هؤلاء التافهين من أصحاب رؤوس الأموال.
نحو مجتمع واع
يقدم “نظام التفاهة” تشخيصا دقيقا للواقع الذي نعيشه، ويعرّف “نظام التفاهة” على أنه نظام سياسي اجتماعي تسيطر فيه طبقة من الأشخاص التافهين على مناحي الحياة، وبموجبه تتم مكافأة الفشل والانحطاط والتفاهة بدلا من القيم والمعرفة والكفاءة.
عبر فصوله المختلفة، يحذر الكتاب من مخاطر سيطرة “نظام التفاهة”، ويدعو إلى الوعي والتفكير النقدي لمواجهة هذا النظام وإعادة بناء مجتمعات قائمة على أسس سليمة من العلم والفكر والوعي.
تأليف: آلان دونو
ترجمة: مشاعل عبد العزيز الهاجري
الناشر: دار سؤال، بيروت، 2020
عدد الصفحات: 380
وبما أن ملخص الكتاب لا يعوض عن قراءة الكتاب فقد أرفقت إليكم الكتاب لتحميله والإستفاد من قراءته كاملا